يا موجَ بَحرٍ فانْتَفضْ من ظُلمنا
|
طالَ الظلامُ فهل تجلّى صبحُنا
|
ليْلان فَاقْتَسَما يُزيلا أَمْرَنا
|
لَيلُ اليَهودِ وَقدْ مَحتْهُ حَماسُنَا
|
وَاحَسْرتَا عَن آخرٍ منْ قَوْمِنا
|
سُلِخَ المُروءة فامْتَطاهُ عَدوُّنا
|
زَعَم المُقامَ وأنَّ هذا جَزْرُنا
|
منْ بَحْرِنا مدٌّ تَجيَّشَ مَوْجُنا
|
لا تَحْسَبَنَّا صامِتُينَ لِعَجْزنا
|
الَجَمْرُ فيْنا والدَّليلُ لَهيْبُنا
|
إِنَّا لُيوثٌ قَدْ نَهاكَ زَئِيرُنا
|
أَسْدُ الشَّرىْ لا تَقْتَرِب ذا حَوْضُنا
|
حدُّ الحُسامِ وَمُصْحفٌ هَاديْ لهُ
|
المَوْتُ عَيْشٌ والرَّسولُ زَعِيْمُنا
|
هَلْ يَسْتوي مَن عِزُّهُ في دِيْنهِ
|
فَالعزمُ صَلبٌ والنُّجومُ رِكابُنا
|
والبَائِسُ المَخْمورُ بالذُلِّ انْتَشَى
|
عَبَدَ الهوانَ وَبِالعدوِّ فَسَامَنا
|
هلَّا صَحوتَ أَما عَلِمت بِخطْبِنا
|
فَجبالُنا خُضْرٌ وها قَسَّامُنا
|
يَطوِي البلادَ فَأبْشِري يا قُدْسَنَا
|
زَحْفُ العُلا خَفَّاقةٌ رَاياتُنَا
|
العَهدُ فينا أنْ نُكَفْكِفَ دَمْعةً
|
منْ عينِ قدسٍ طَوَّقَتْ عُرْبانَنَا
|
إِنا حَلَفنا أن نُزيلَ بدرْبِنا
|
ذَنَباً تَعوَّدَ يَقْتَفي أَعداءَنا
|
فَالأرضُ طُهرٌ والسَّماءُ عَزيزَةٌ
|
والقُدسُ تَشْدو أنْ يَطيبَ هَواؤنَا
|
سَبَّابةٌ مرفوعةٌ فَوقَ الذُّرَىْ
|
تَهدي الوَرَى قدْ ثَبَّتَتْ أرْكاننا
|
قُبطانُنا إسلامُنا فاستَبشِروا
|
لُججُ البِحارِ تَسلَّمتْ لِقيادِنَا
|
الدَّهرُ موارٌ يُدِيلُ بِريحِهِ
|
رُكنَ الظَّلامِ تَدوُسُهُ أقْدامُنَا
|
الشَّامُ دِرْعٌ والقلوبُ كنانةٌ
|
قِرطَاجَةٌ لبَّتْ فِدىً أَرواحُنا
|
بِنْغازِ يا صَنعاءُ لبِّي قُدْسَنا
|
فَنِداءُ مكَّةَ منْ حِراءَ أَجابَنا
|
يا لاهِثاً لِعدوِّنا تَرْجو النَّجا
|
أَقصِر لَقَد كَسَبَ السِّباقَ جَوادُنا
|
هلَّا تَعُدْ فالصفحُ مِنَّا سابقٌ
|
إِلَّا أَبَيْتَ فَتعْتَليكَ نِعَالُنا
|
أَبوابُنَا بالعِّز قدْ دَنَتِ السَّما
|
أصواتُنا قَدْ طَوَّحَتْ ظُلَّامَنا
|
أَفْراسُنَا مِلْءَ الفَضَاءِ صَهِيلُها
|
المجدُ سَرْجٌ والدِماءُ دَليلُنا
|
من رامَنا بالذِّل هَوْلاً فلْتَرى
|
زِلزَالُنا قَصْمٌ لَظىً بُركانُنَا
|
إِنّا بَنيْنَا بِالجِهادِ سَلامَنا
|
ومن ارْتضى بالضَّيمِ ذا هدَّامُنا
|
إِنّا رأَيْنَا شَمسَنا تجلو لنا
|
نصراً مُبينا والإلهُ نَصيرُنا
|
تَعْلو بهِ هاماتُنا فوقَ العُلا
|
فَنَؤُوبُ حِصْناً يَخْتَسِي حُسَّادُنا
|
هذي الحُروفُ لحُرِّنا فَنَزُفُّها
|
الصِّدق مهرٌ والوفاءُ نَشيدُنا
|